استقبل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، اليوم الإثنين، في السرايا الحكومي، رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس، في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، لا سيما في الاقتصاد و الدفاع.
وقال ميقاتي في تصريح صحافي عقب الاجتماع: “سُعدنا بزيارة رئيس وزراء اليونان إلى لبنان، حيث بحثنا سبل تعزيز التعاون المشترك بين بلدينا في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية. كما تناولنا إمكانات عقد اتفاقيات اقتصادية تساهم في تحسين الأوضاع في لبنان”.
وأضاف ميقاتي أن الزيارة كانت فرصة لتوسيع آفاق التعاون، خصوصًا في القطاعات المالية و التجارية.
وتطرق ميقاتي إلى الوضع السياسي الداخلي في لبنان، حيث ناقش مع رئيس الوزراء اليوناني اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، مشددًا على ضرورة تطبيق بنوده بشكل كامل.
كما أكد على أهمية تنفيذ القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي والذي يهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار على الحدود اللبنانية الجنوبية.
وفي السياق نفسه، شدد ميقاتي على الدور المحوري الذي يقوم به الجيش اللبناني في الحفاظ على الأمن الداخلي والدفاع عن سيادة البلاد. وقال ميقاتي: “نؤكد على أهمية دور الجيش اللبناني في ضمان الاستقرار، وقد ناقشنا سبل دعم اليونان لهذا الجيش.”
بدوره، أبدى رئيس وزراء اليونان استعداد بلاده لدعم الجيش اللبناني، مؤكدًا التزام اليونان في تقديم المساعدة العسكرية واللوجستية لتعزيز قدرات الجيش اللبناني. وقال ميتسوتاكيس: “اليونان تتشارك مع لبنان صداقة قوية، ونحن نعلم جيدًا أهمية استقرار هذا البلد. ونحن على استعداد لتقديم الدعم الكامل للجيش اللبناني”.
وفي جانب آخر من المحادثات، طلب ميقاتي من ميتسوتاكيس مساعدة اليونان في تزويد لبنان بـ الخبرات الاقتصادية وخطط التعافي المالي في إطار دعم لبنان في تجاوز أزمته الاقتصادية. وأعرب ميقاتي عن أمله في أن تسهم جهود اليونان الصادقة في مساعدة لبنان على تجاوز الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها منذ سنوات.
وقال ميقاتي: “نعول على جهود اليونان في دعم لبنان في المجالات كافة، لا سيما في الاقتصاد والتعافي المالي، خاصة في هذه الظروف الصعبة.”
وفي كلمة له من السرايا الحكومي، أعرب رئيس الوزراء اليوناني عن دعم بلاده الكامل للبنان في هذه المرحلة الدقيقة.
وقال ميتسوتاكيس: “لبنان في قلبنا، ونحن نؤكد على موقفنا الثابت في دعم لبنان والوقوف إلى جانبه في الأوقات الصعبة.” وأضاف أن اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل “قد وفر أول نظرة أمل للبنان منذ فترة طويلة”، مشيرًا إلى أن جهود الوساطة التي قادتها كل من الولايات المتحدة الأميركية و فرنسا في تثبيت هذا الاتفاق تستحق التقدير.
وتطرق أيضًا إلى الوضع في سوريا، حيث قال: “نرحب بسقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد. وندعو إلى عملية سياسية شاملة في سوريا تعالج الفوارق والانقسامات بين مختلف المجموعات في البلاد، وأن يتمكن الشعب السوري من المضي قدمًا نحو استقرار مستدام”. وأضاف أن اليونان تأمل أن يسمح الوضع المستقبلي في سوريا بعودة النازحين السوريين إلى بلدهم، داعيًا المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود لتحقيق هذا الهدف.
أما فيما يتعلق بالأزمة في غزة، شدد ميتسوتاكيس على ضرورة استمرار الجهود الدبلوماسية من أجل تثبيت وقف إطلاق النار في القطاع، مؤكدا أن هذا الموضوع يجب أن يبقى في صلب الاهتمام الدولي