في ردّ رسمي مؤثر ومليء بالمبادئ، وجّه الدكتور طلال أبو غزالة رسالة إلى وزير المالية السوري، عبّر فيها عن فخره بتاريخ مكتبه في سوريا، الذي يعمل منذ عام 1976 دون انقطاع، وأكد التزامه الكامل تجاه الموظفين السوريين رغم انتهاء الترخيص الرسمي.
أوضح أبو غزالة في رسالته أن جميع موظفي المكتب في سوريا هم أبناء هذا الوطن، وأنه يعتبر نفسه مسؤولًا أخلاقيًا ومهنيًا تجاههم، لذلك قرر الاستمرار في دفع رواتبهم كاملة من حساب خاص تم تخصيصه لهذا الغرض بقيمة 650 مليون ليرة سورية، تأكيدًا على التزامه الإنساني والمهني.
وأضاف أنه لم يطّلع على أي وثائق أو أدلة تتعلق بما ورد في مقابلة تلفزيونية سابقة، وأنه كمحاسب قانوني لا يستطيع التعليق على موضوع لم يُعرض عليه بشكل رسمي. وأكد أن موقفه ليس إنكارًا لما جرى، بل هو انعكاس لحرصه العميق على تحرّي الحقيقة والعدالة، خاصة في زمن تضاربت فيه الروايات وتشوهت فيه الوقائع تحت تأثير الحروب والدعاية.
وفي جانب شخصي عاطفي، كتب أبو غزالة أن سوريا ستبقى دائمًا في ضميره، فهي موطن ولادته ومكان نشأة عائلته، وأنه سيبقى على استعداد دائم لخدمتها متى توفرت الفرصة لذلك.
واختتم رسالته بالتأكيد على التزامه بالمساهمة في كل ما من شأنه خدمة سوريا، بعيدًا عن الانقسامات والسياسات، انطلاقًا من إيمانه بأن العلم والتنمية هما السبيل لبناء مستقبل أفضل، قائلاً: “منذ عام 1963 وأنا أرفض الظلم والانحياز، وأضع كرامة الإنسان فوق كل اعتبار.”
“منذ ٦٠ عاماً، اخترت أن أكون صوتاً للحق، وسأبقى كذلك” – طلال أبو غزالة