اخبار بارزة لبنان

“طرابلس تختنق”… الحرائق المفتعلة تحوّل المدينة إلى قنبلة صحية موقوتة!

لليوم الثالث على التوالي، يتصدّر هاشتاغ #طرابلس_تختنق منصات التواصل الاجتماعي، تعبيرًا صارخًا عن حجم الغضب الشعبي والقلق الصحي الذي يخيّم على أبناء المدينة، وسط تصاعد وتيرة الحرائق المتعمّدة في مستوعبات النفايات في عدة أحياء، دون أن يتحرك المعنيون بأي إجراء فعلي.

وفق معلومات “ليبانون ديبايت”، أقدم مجهول – كما في حوادث سابقة – في ساعات الليل المتأخرة على إشعال النيران داخل عدد من مستوعبات النفايات في منطقة التل، بالقرب من محيط المنشية، ثم فرّ من المكان، وسط غياب تام لأي إجراءات ردعية أو رقابة ميدانية من الجهات المختصة.

وتُظهر مشاهد التقطتها كاميرات حراس المدينة لحظة إشعال الحريق عمدًا من قبل أحد الأشخاص، ما يؤكد أن هذه الحرائق ليست نتيجة صدفة أو إهمال، بل تحمل طابعًا متعمّدًا ومتكرّرًا، في مشهد بات مألوفًا داخل عدد من أحياء طرابلس.

وعلى خلفية حريق كبير شهدته المدينة منذ يومين، حضر رئيس بلدية طرابلس، حميد كريمة، إلى موقع الحادث، ووعد باتخاذ إجراءات محاسبة صارمة تجاه الفاعلين، مع التأكيد على ضرورة حماية السلامة البيئية والصحية للسكان.

ورغم هذا الوعد، يظل الغموض يلف هذه الحرائق، ويطرح الأهالي علامات استفهام جدية:

هل تتابع بلدية طرابلس أو اتحاد بلديات الفيحاء هذه التطورات؟

أين دوريات شرطة البلدية من الشوارع التي تحترق ليلاً؟

هل يكفي رفع دعاوى “ضد مجهول” بينما تُحاصر روائح الحرق السام الأهالي في منازلهم؟

ولم تقف التداعيات عند حدود التلوّث، إذ كشفت مصادر طبية لـ”ليبانون ديبايت” أن عدداً من الأطفال المصابين بالربو ومشاكل تنفسية نُقلوا خلال الساعات الماضية إلى مستشفيات المدينة، بعد تعرضهم لنوبات اختناق حادة بسبب استنشاق الدخان والروائح الكريهة المتصاعدة من مواقع الحرائق.

كما حذّر أطباء من أن هذا النمط العشوائي في حرق النفايات، الذي ينتج عنه غازات سامة ومسرطنة، قد يفاقم الوضع الصحي لشريحة واسعة من كبار السن والمرضى الذين لا حول لهم ولا قوة أمام هذه الكارثة البيئية المستمرة.

في المقابل، يُعبّر ناشطون عبر مواقع التواصل عن غضبهم من صمت القوى الأمنية والأجهزة الرقابية، التي يمتلكون – بحسب وصفهم – القدرة على رصد أدق التفاصيل عن تحركات المواطنين، في وقت تعجز فيه عن تحديد هوية من يشعل الحرائق كل ليلة.

أهالي طرابلس، المنهكون من الأزمات المتراكمة، يواجهون اليوم خطرًا جديدًا يُهدّد حياتهم. وما لم يُكسر هذا الصمت الرسمي ويُكشف عن الفاعلين، فإن المدينة تتجه بثبات نحو كارثة بيئية وصحية لا تُحمد عقباها.