لا يمكن إنكار التأثير الدراماتيكي لتوجّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بسحب تمويل الولايات المتحدة لبرامج ومنظمات دولية، ومن ضمنها تمويل بعثات السلام التابعة للأمم المتحدة في بلدان عدة ومن ضمنها لبنان.
ومن شأن هذا القرارأن يوجّه رسالةً قاسية إلى لبنان، عبر الحدّ من تمويل اليونيفيل في جنوب لبنان، مع اقتراب جلسة مجلس الأمن للتجديد لها في أواخر شهر آب المقبل، خصوصاً وأن الولايات المتحدة هي المساهم الأكبر وبنسبة 27 بالمئة في تمويلها.
ويؤكد سفير لبنان الأسبق في واشنطن رياض طبارة ل”ليبانون ديبايت”، المعلومات المتداولة حول ما ورد في وثيقة أميركية عن إلغاء كامل المبلغ المخصص من الولايات المتحدة الأميركية في تمويل قوات الطوارىء الدولية العاملة في جنوب لبنان والمقدر ب157.9 مليون دولار ضمن موازنة 2025.
لكن القرار الأميركي، لا يعني أن هناك توجهاً بهذا السياق لدى الإدارة الأميركية بالنسبة لعدم التجديد لليونيفيل في الشهر المقبل، بحسب السفير طبارة، الذي يكشف عن نقاشٍ متوقع على مستوى الأمم المتحدة، مشيراً إلى أنه “كما العادة، ستكون أميركا وإسرائيل ضد بقية الدول”.
ورداً على سؤال حول احتمال أن تكون ذريعة القرار الأميركي مرتبطة بواقع اليونيفيل في الجنوب وبعض صداماتها مع الأهالي في بعض القرى، يجد طبارة أن واشنطن قد تتوقف عن التمويل وتبرر موقفها بعدم وجود حاجة لليونيفيل في جنوب لبنان، بذرائع وأسباب قد تختلقها، كما فعلت مع مؤسسات أممية ومتعددة الأطراف كمنظمة الصحة العالمية وغيرها.
وعن تداعيات عدم التجديد لليونيفيل بالنسبة لعودة شبح الحرب، يقول طبارة إن “الوجود الدولي لم يمنع الحرب، ولكنه ربما كان مزعجاً لإسرائيل من خلال تسجيل خروقاتها”.
وبالنسبة لتوقعاته لما ستؤول إليه جلسة مجلس الامن في 29 آب المقبل، يشير طباره إلى أن موقف الرئيس دونالد ترامب من التجديد لليونيفيل، سيكون متماهياً مع فلسفته السياسية المعاكسة للجمعيات المتعددة الأطراف، ومع ما سيتركه الضغط الإسرائيلي واللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة، من تأثير على الموقف العام، خصوصاً وأن اتجاه ترامب معروف ومفسّر عبر قراراته.
إلاّ أن طبارة يؤكد أن ما من شيء محسوماً منذ اليوم، إذ يبقى ترقبٌ للمرحلة المقبلة وما ستحمله من معطيات حالية ومتوقعة في الأسابيع الفاصلة عن جلسة مجلس الأمن التي ستحدد مسار التجديد لليونيفيل من عدمه.