ترأس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي قداس أحد شفاء المخلع في بكركي، بحضور حاكم مصرف لبنان الجديد كريم سعيد، حيث رحب به وتمنى له النجاح في مهمته الصعبة والدقيقة، قائلاً: “إنّا نصلّي من أجلك ومن أجل نجاحك لخير لبنان واللبنانيّين”.
و قال الراعي في عظته: “يمثل المخلّع واقع الدولة، إذ تعاني من شلل بسبب انتقاص السيادة والتدخلات الخارجيّة الرامية إلى إزكاء التفرقة، وتعطيل الحياة السياسيّة والديموقراطيّة، وتعاظم الديون، وتزايد أعداد الفقراء، وارتفاع نسب البطالة، وركود الإنتاج الزراعيّ والصناعيّ، وإغراقه في سوق السلع الخارجيّة”.
وأضاف، “مشكورة الدول الصديقة التي تساعد لبنان للشفاء من شلله، فالوطن لا يقوم وينهض ويزدهر إلا بتضافر جهود جميع أبنائه. فلكلّ دينه ومذهبه وطريقة عبادته، لكنّ الوطن، مثل الله، للجميع”.
وتابع الراعي، “إذا تطلعنا نحو لبنان، ونظرنا كيف تصرّفنا بعد كلّ أزمة ومحنة وحرب واحتلال، لتعرّض إيماننا بوحدتنا الوطنيّة، وبدا لنا أنّ صراعاتنا تنافس إرادة العيش معًا وتعطبها، وأنّ ذهنيّة الكسب تتفوّق على ذهنيّة التضامن، كأنّ لبنان مشروع مناصب لا مشروع دولة”.
وقال: “نأمل بعد كلّ المستجدّات في المنطقة ولبنان، وفي خضمّ اهتمام الدول الإيجابيّ بلبنان، وفي وجود رئيس للبلاد يصون الدستور ويحمي الوحدة الداخليّة ويحظى بالثقة الداخليّة والخارجيّة، أن يتحصّن الشعب اللبنانيّ والأحزاب بفلسفة إيجابيّة، وبنفسيّة متوقّدة وبشخصيّات ذات صدقيّة، وبتتويج لبنان بنظام الحياد الإيجابيّ، الذي يمكّنه من أداء دوره في رسالة السلام والحوار وحماية حقوق الشعوب والحريات العامّة واحترام كرامة الشخص البشريّ والعيش المشترك المثاليّ بين المسيحيين والمسلمين”.
وختم الراعي قائلاً: “فلنصلِّ، أيّها الإخوة والأخوات، لكي يشفينا الله من شللنا الروحيّ والمعنويّ والجسديّ، ويمكّننا من النهوض من ركام الحروب والنزاعات إلى عالم أفضل”.