أكثر من وعدٍ أطلقه الرئيس دونالد ترامب قبل الفوز، حول سياسته الخارجية وتحديداً مقاربته للحلول في منطقة الشرق الأوسط لجهة إنهاء القتال فيه، والتي عاد وأكد عليها مرةً جديدة من خلال الجزم بعد فوزه، بأن ما من شيء سيمنعه من الوفاء بها. وسيكون لهذا التأكيد الذي أتى بعد الإنتصار التاريخي لترامب، وفق ما أُطلق من توصيفٍ للسباق الرئاسي في الولايات المتحدة الأميركية، وقعاً كبيراً على عملية “السلام في الشرق الأوسط”، وذلك وفق الخطاب الذي اعتمده ترامب في حملاته الإنتخابية.وعلى الرغم من أن السيناريوهات التشاؤمية على خط الحرب الإسرائيلية على “حزب الله” في لبنان، قد غلبت على المواقف في الآونة الأخيرة التي سبقت فوز ترامب بالرئاسة، وأشاعت مناخاً من التشاؤم على الساحة الداخلية ، فإن الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب، يلاحظ أنه من المبكر الدخول في أي توقعات أو سيناريوهات من هذا القبيل اليوم، خصوصاً وأن الرئيس ترامب لن يكون قادراً على اتخاذ أي قرارات فعلية قبل الموعد الرسمي لانتقال السلطة في البيت الأبيض في كانون الثاني المقبل.
ورداً على سؤال حول وعود ترامب والرسالة التي وجهها إلى اللبنانيين، يقول العميد ملاعب لـ”ليبانون ديبايت”، إن التصريحات التي أدلى بها ترامب خلال حملته الإنتخابية بشأن اتخاذ خطوات فورية ووقف الحروب في المنطقة أو في أوكرانيا، لا تتعدى كونها وعوداً انتخابية.وعن التحول في السياسة الخارجية الأميركية في المنطقة، فإن ملاعب لم يتوقع تغييراً جذرياً في هذه السياسة، كما أنه يستبعد احتمال سيناريو الإستقرار في الشرق الأوسط، وخصوصاً لجهة وقف إطلاق النار في غزة أو في لبنان في المدى المنظور.
وحول الدعم الأميركي لإسرائيل وما إذا كان سيزداد بعد وصول ترامب للسلطة، يشير ملاعب إلى أن الرئيس جو بايدن قدّم دعماً غير مسبوق لإسرائيل، وسيستمر في الفترة الفاصلة عن نهاية ولايته.
ومن ضمن هذا السياق، يتوقع ملاعب تصعيداً في المواجهة بين إسرائيل وإيران في الأيام المقبلة، وهو ما سينسحب تصعيداً مماثلاً على جبهة لبنان، بالتوازي مع التصعيد من قبل حلفاء إيران في المنطقة.