قال منسق الحكومة اللبنانية السابق لدى قوات “اليونيفيل” والمحلل العسكري العميد منير شحادة، إن مدينة بعلبك والهرمل شكلتا منذ البداية معقلاً للمقاومة اللبنانية، حيث انطلقت منهما العديد من العمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي. وأكد شحادة أن بعلبك تمثل طريق عبور هام للإمدادات للمقاومة اللبنانية، حيث تصل من إيران إلى العراق وسوريا وصولاً إلى لبنان، ما يجعلها نقطة استراتيجية وهدفاً رئيسياً لإسرائيل.
وأضاف شحادة أن الجيش الإسرائيلي شن غارات عديدة على المنطقة، مستهدفاً بعض مخازن صواريخ “كاتيوشا” في بعلبك والهرمل، لكنه فشل في تدمير القدرة الصاروخية لحزب الله، مما دفعه إلى اتباع نهج قصف مكثف للأحياء السكنية والبنى التحتية في مناطق شمال البقاع، في محاولة “انتقامية من بيئة المقاومة”. وأشار إلى أن الحكومة اللبنانية والمقاومة شكّلتا لجان متابعة ميدانية لمواجهة آثار القصف، مؤكداً أن الاعتداءات الإسرائيلية لن تتوقف قريباً، خاصة مع سعي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى “مشروع شرق أوسط جديد”.
في ظل التصعيد الأخير، تعرضت بعلبك ومحيطها لقصف مكثف، أسفر عن سقوط 282 شهيداً و777 جريحاً، بعد تنفيذ 704 غارات جوية حتى منتصف ليل 4 تشرين الأول 2024. وشمل القصف الأحياء السكنية والبنية التحتية، مما تسبب في دمار واسع وتهجير قسري للآلاف من السكان. وفي 21 تشرين الأول، ارتكبت إسرائيل مجزرة في حي النبي إنعام بمدينة بعلبك، حيث استهدفت منزلاً، مما أسفر عن استشهاد 6 أفراد من عائلة واحدة، بينهم أطفال ونساء، وإصابة 8 آخرين. كما طالت الغارات مناطق أثرية قريبة من قلعة بعلبك، ما أثار مخاوف بشأن سلامة المعالم التاريخية.
يشير العميد شحادة إلى أن إسرائيل تدعي استهداف مواقع عسكرية في بعلبك، إلا أن الوقائع تؤكد استهداف المدنيين والأطفال والنساء، سعياً لفرض تهجير قسري للسكان وخلق فجوة بينهم وبين المقاومة. وعلى الرغم من ذلك، لم تؤدِ هذه السياسات إلى تحقيق أهدافها، إذ لا يزال السكان صامدين ومتمسكين بدعمهم للمقاومة