لفت مصدر عسكري إستشاري مطّلع على سير المعارك في الجنوب اللبناني الى أن عمليات التبديل التي كانت تحصل كل أسبوع بين عناصر حزب الله المرابضين في القرى الأمامية وفي الخنادق على طول الجبهة مع الجانب الإسرائيلي، من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وصولاً الى الناقورة، كانت سببا أساسيا في كثرة الإستهدافات في مواقيت التبديل وخاصة بعد منتصف الليل عندما يتم التبديل بين العناصر.
وقال: كانت إسرائيل تراقب الامر عبر الجو ، وبما أن المنطقة الأمامية في عمق حوالى خمسة كيلومترات كانت فارغة كلياً من السكان المدنيين ولا وجود لأي كائن حي من جراء القصف المكثف والمراقبة الشديدة، فهذا يعني أن كل من يظهر على الطريق بسيارة رابيد أو دراجة نارية سيكون مقاتلا من حزب الله. ومن هذا المنطلق كان يتم إستهدافهم، إن كان على مسلك القدوم أو المغادرة، بعد مراقبتهم بالمسيرات وحتى الأقمار الإصطناعية ووسائل أخرى.وهذا الامر كان السبب الأساسي لإرتفاع عدد الشهداء في الأسابيع الأولى من بدء معركة “طوفان الأقصى”.
وقال: هذه الحقيقة والواقعة أجبرت القيادة الميدانية للمقاومة على البدء بإعتماد مسارات سرية وطرق أخرى في التبديل بالرغم من أنها تستغرق وقتا مضاعفا و أياما أكثر ، فالتبديل على الجبهة بين المقاتلين كان يتم مرة كل أسبوع ، فأصبح كل ٢٠ او ٢٥ يوما بأمر من القيادة كإجراء إحترازي منعاً لوقوع شهداء كما كان يحصل في الأيام الأولى من الحرب .