إستمرّ ملفا النزوح السوري وتطبيق القرار 1701 يتفاعلان بالتزامن مع تصعيد في وتيرة العدوان الاسرائيلي على جنود لبنان. وتستضيف بكركي اليوم اجتماعاً للمؤسسات المارونية وشخصيات مستقلة بحضور عدد من الوزراء أبرزهم عصام شرف الدين وهكتور حجار لعرض خطة إعادة النازحين، فيما بدأت الكتل النيابية بإعداد ملفاتها لجلسة المناقشة التي دعا إليها الرئيس نبيه بري في الخامس عشر من الجاري.
وذكرت «البناء» أن الكتل النيابية كافة سوف تحضر الجلسة، مشيرة في الوقت نفسه الى ان الجلسة سوف تتخللها مناقشة الاوراق التي اعدتها الاحزاب السياسية في شأن ملف النزوح، ولافتة في الوقت عينه الى أن الجلسة لن تشهد إقرار أي قانون يلزم الحكومة برفض هذه الهبة او قبولها بشروط، انما سوف تنتهي الجلسة بتوصيات حيال كيفية التعاطي مع ملف النزوح والهبة الأوروبية.
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن دخول بكركي على خط ملف النازحين السوريين من خلال الطاولة التي تستضيفها يعطي لهذا الملف أولوية في المتابعة، مع العلم أن البطريرك الراعي سبق أن أكد أهمية معالجة هذا الملف، في حين أن نقاشات الطاولة ترتدي الطابع التشاوري في حين أن هناك فرضية في إصدار توصيات في سياق الأحاطة بالملف في ضوء الهبة الأوروبية وقراءتها.
وشددت هذه المصادر على أن اجتماعات بين الكتل النيابية انطلقت من أجل عرض الموقف من هذه الهبة في مجلس النواب، وقد تتظهَّر اعتراضات موحدة من الكتل المسيحية أي التيار الوطني الحر وحزبي القوات والكتائب، معتبرة ان انعقاد هذه الجلسة لا يعني أن القرار بشأن مصير الهبة لن يصدر من الحكومة، إلا إذا صدر أمر ما في مجلس النواب.
ووفق معلومات «نداء الوطن» فإنّ الاجتماع الذي تستضيفه بكركي يأتي بعد الموقف العالي النبرة الذي اتخذه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وبيان مجلس المطارنة الموارنة الأخير الذي حذّر من خطر النزوح.
ويترأس البطريرك الاجتماع الذي دُعي اليه عدد من المطلعين على ملف النزوح والاختصاصيين وبعض الوزراء المعنيين بالملف، وسيرفع اجتماع بكركي، بحسب المعلومات «مستوى ملف النزوح السوري غير الشرعي الى مرحلة الخطر الوجودي. وسيتناول عمق المشكلة والحلول المقترحة. وسيركز اللقاء على شمولية المشكلة وعدم اقتصارها على المكوّن المسيحي، كذلك على دور الدولة والوزارات المعنية فلا يمكن للدولة الاستقالة من هذا الملف».
وعدا الخطوات العملية التي يجب اتباعها، سيكون لبكركي «موقف حاسم في تأكيد المسؤولية التي تقع على الأفراد والبلديات والوزارات، ورفض رشوة المليار يورو المقدمة من أوروبا، وانتقاد الدور الأوروبي وطلب تقديم المساعدات داخل سوريا، إضافة الى طرح علامات استفهام حول دور المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وخرق السيادة اللبنانية والقوانين العامة».
وذكرت” الديار” ان مفوضية اللاجئين ابلغت المعنيين انها لن تسلم لبنان بعد الان اي معلومة تتعلق بالنازحين السوريين بعد المستجدات الاخيرة في الملف، حتى الداتا التي سلمت للامن العام منذ اشهر، تحتاج الى استفسارات وتوضيحات ومعلومات لن تعطيها المفوضية لاي جهة لبنانية ولن يكون هناك اي تعاون في هذا المجال .
وفي المعلومات، ان المفوضية العليا للاجئين ابلغت المعنيين عن وقف الدعم عن ٨٨ الف عائلة سورية وتخفيض المساعدات الصحية والتربوية، مما يفاقم مشاكل العائلات السورية وزعزعة الاستقرار.
وحضرت تطورات الجنوب وملف النزوح عشية الجلسة في عين التينة. فقد زار رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط رئيس مجلس النواب نبيه بري، على رأس وفد ضمّ نواب اللقاء الديمقراطي حيث جرى عرض مختلف المستجدات والأوضاع الراهنة. وخلال اللقاء تطرق الوفد إلى ما يجري في فلسطين وكذلك في جنوب لبنان من عدوان إسرائيلي وحشي، وكان تأكيد على ضرورة حصول وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وتطبيق القرار الدولي 1701، لإعادة الاستقرار إلى الجنوب ومنع الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة. كما عرض الوفد مع الرئيس بري الورقة التي أعدّها الحزب التقدمي الإشتراكي في ما يتعلق بملف النازحين السوريين في لبنان، حيث كان تأكيد على أن تتم معالجة هذا الملف برؤية وطنية واحدة ضمن مؤسسات الدولة وبما تقتضيه ضرورة التعامل مع هذه القضية بعيداً عن التحريض والاستغلال، وضمن ما يحفظ هيبة الدولة وكرامة المواطن اللبناني.
وبحث وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب والمنسقة الخاصة للأمم المتحدة يوانا فرونتسكا، الأوضاع في الجنوب وأهمية تطبيق القرار 1701، إضافة إلى تداعيات أزمة النازحين السوريين ودور الأمم المتحدة من خلال منظماتها في مساعدة لبنان على تجاوز هذه الأزمة.
كما ناقش بوحبيب مع المديرة العامة لشؤون الأونروا دوروثي كلاوس الصعوبات التي تواجهها الأونروا في عملها لتغطية حاجات اللاجئين الفلسطينيين، بسبب الصعوبات المالية إضافة إلى التطورات العسكرية الحاصلة في غزة والتي تمنع المنظمة من القيام بدورها. هذا وجرى التطرق إلى أوضاع المخيمات الفلسطينية في لبنان والدور الذي تلعبه الأونروا في استمرار رعاية اللاجئين الفلسطينيين.
والتقى وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم في مكتبه في اليرزة، قائد الجيش العماد جوزف عون في زيارة تهنئة لمناسبة عيد الفصح. وتناول اللقاء أوضاع المؤسسة العسكريّة والوضع الأمني العام في البلاد، كما تمّ التطرق الى التطورات في لبنان.
وعشية زيارة للجمهورية القوية الى مفوضية اللاجئين اليوم لتذكيرها أن لبنان بلد عبور لا لجوء، التقى وفد نيابي ضم نواباً من المعارضة الموسعة نائبة الأمين العام للأمم المتحدة روزماري ديكارلو في نيويورك، وجرى البحث في القرار 1701 وكيفية تطبيقه خصوصاً في ظل ما يحدث في جنوب لبنان. كما تم التركيز على ملف النازحين السوريين لجهة إيجاد حلول قريبة تخفف من وطأة الأزمة التي يعيشها لبنان من جراء تداعيات هذا الملف.
الى ذلك، ينظم التيار الوطني الحر في تمام الخامسة والنصف من عصر اليوم وقفة احتجاجية في حديقة الإسكوا في بيروت، تأكيداً للتمسك بلبنان ووجوده، ورفضاً لكل المحاولات الخارجية لتصفية قضية النزوج السوري على أرضه ويلتقي وفد منه اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري، ثم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي غداً.
هذا وتخصص جلسة لجنة الدفاع الوطني والداخلية والبلديات النيابية لمتابعة النقاش في موضوع النزوح السوري والإجراءات التي تنوي الحكومة اتخاذها بهذا الشأن في حضور وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي.