يتواصل الشغور في مراكز رئيسية في مؤسسات ووزارات الدولة ممّا يعيد خلط الأوراق لجهة المحاصصة الطائفية في هذه المراكز، وبالتالي بات الأمر يشكّل إحراجاً للزعماء الروحيين والسياسيين, لا سيّما المسيحيين منهم بعد خسارة مناصب محسوبة عليهم لصالح طوائف أخرى.
إلا أن المفارقة هي الإستنسابية في الإعتراض على ملء الشغور في هذه المناصب وكأن بعضهم يرى الأمور بعين واحدة.
وقد أثار مؤخراً تعيين نجوى سويدان (المارونية) بمهام مدير الإدارية المشتركة وتسيير أعمال المديرية العامة للأحوال الشخصية بعد إحالة المدير العام الحالي العميد الياس الخوري (الأورثوذكسي) إلى التقاعد, غضب لدى الطائفة الأرثوذكسية بعد خسارة المركز لصالح الطائفة المارونية.
وفي التفاصيل, عَلِمَ “ليبانون ديبايت” أن “الإستياء إنطلق من أحد أبرز رجال الدين الأرثوذكس في بيروت, الذي اعتبر أن خسارة الطائفة الأرثوذكسية لهذا المركز, هو إعتداء على حقوق الطائفة داخل التركيبة اللبنانية”.
والمفارقة هنا أن رجل الدين هذا الذي عبّر عن غضبه واعتبرها خسارة كبيرة, والذي ساءه خسارة المركز لصالح الطائفة المارونية, هو نفسه أبدى تفهّماً لخسارة مركز رئاسة الأركان في قوى الأمن الداخلي لصالح الطائفة السنية, وقد مرّ الأمر يومها مرور الكرام حتى أنه لم يستوقف أحداً من الطائفة المستاءة اليوم.
ورجل الدين هذا, لم يلفته تعيين شخص أرثوذكسي بدلاً من شخص ماروني بقيادة الدرك في قوى الأمن الداخلي, ليعترض اليوم على تعيين ماروني بدل أرثوذكسي، لينطبق عليه المثل القائل “ما لنا لنا, وما لكم, لكم ولنا”.