يعيش لبنان آخر أيام السنة المشارفة على النهاية في ظل ستاتيكو الأزمات الداخلية التي يختصر انسدادها التام بأزمة الفراغ الرئاسي وسط كلام غير مثبت باي معطيات جدية عن امكان تحريك جهود جديدة لانهاء الشغور الرئاسي المتمادي، وستاتيكو نازف عند الحدود الجنوبية من شأنه ان يبقي فتيل خطر اتساع المواجهة قائما وماثلا في أي وقت في ظل الافتقار الى الضمانات الحاسمة التي يحتاج اليها لبنان للعودة الى معادلة تحكم الأمن الشرعي اللبناني والدولي في الجنوب.
وبدا لافتا قيام العماد جوزف عون بزيارة وزير الدفاع موريس سليم في مكتبه في اليرزة في زيارة وصفت بانها للتهنئة بمناسبة عيد الميلاد علما انه اللقاء الأول بينهما بعد التمديد لقائد الجيش .
وفي المقابل يعد “التيار الوطني الحر” للطعن بقانون التمديد الذي اقر في مجلس النواب. وأعلن عضو تكتل “لبنان القوي” النائب سيزار ابي خليل أن “الطعن بقانون التمديد قيد التحضير واصبح منجزاً وما حصل في مجلس النواب هو تشريع محاباة”.
وذكرت «الديار» بأنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري، يجري مشاورات مع مرجعيات سياسية في الداخل، ومع افرقاء في الخارج لتحريك الملف الرئاسي، بعد ظهور معطيات عن أنّ الملف وضع في خانة الاهتمام الدولي حالياً، وأنّ إشارات توحي بأنّ الوضع بات بأمسّ الحاجة لإجراء العملية الانتخابية.
إنطلاقاً من هنا، سيجري الرئيس برّي بعد عطلة الاعياد، مشاورات تهدف الى التوافق على اسم الرئيس بين مختلف الافرقاء، وسط معلومات بأنّ الارجحية باتت للمرشح الثالث، وفق ما نقلت مصادر سياسية عن موفدين فرنسيين وقطريين.
ونقلت” الديار” عن مصدر مطلع على حركة بكركي ان السفير السعودي وليد البخاري وخلال زيارته الأخيرة للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، أبلغه بأن تحركا دوليا فعالا سوف يبدأ في شهر شباط في سبيل انتخاب رئيس للجمهورية، ما ترك انطباعا ايجابيا لدى سيد بكركي وارتياحا لدور «اللجنة الخماسية» في الدفع باتجاه انجاز الاستحقاق الدستوري الأول في لبنان.
كما علمت «الديار» بأنّ نواب المعارضة يقومون ايضاً باتصالات بعيدة عن الاضواء، مع افرقاء سياسيين لتحريك ملف الرئاسة.
فيما اعتبرت مصادر سياسية مواكبة لما يجري في الاطار الرئاسي، بأنّ المجلس النيابي المنقسم بقوة لن يتحرّك لانتخاب رئيس، إلا اذا اتت كلمة السر من الخارج وتم اختيار اسم الرئيس، وعندئذ سيسيرون بذلك الاسم، لانّ التوافق بين الكتل النيابية لن يتحقق ولو بعد سنوات، لذا لا حل إلا بإعطاء الضوء الاخضر الخارجي.
ورأت أنّ انتخاب الرئيس مرتبط بالوضع العسكري في الجنوب وغزة، اي وقف الاشتباكات والمعارك وتهدئة الاجواء، وإلا لا رئيس، لذا علينا الانتظار وعلى ما يبدو انّ هذه الصورة صعبة التحقيق، ألا اذا حصلت تسويات ومفاجآت، ولغاية اليوم تبدو مستحيلة، معتبرة أنّ الانطلاق من مسألة التمديد لقائد الجيش يمكن البناء عليها، والتفاؤل بإمكانية انتخاب رئيس، اذا اتت الكلمة النهائية من الخارج.
وفي الاطار عينه، يعتبر نائب معارض أنّ الملف الرئاسي مرهون بما يجري عسكرياً في جنوب لبنان وغزة، ويشير الى انّ الملف الرئاسي سيصبح أولوية إقليمية، فور وضع بنود اتفاق ما بعد حرب غزّة، مشدّداً على وجوب اقتناص فرصة التلاقي الأميركي – الإيراني، من أجل انجاز الاستحقاق الرئاسي في لبنان، خصوصاً انّ المعطيات تشير الى وجود مفاوضات أميركية – إيرانية، بعيداً من الأضواء في دولة غربية.