اخبار بارزة عربي - دولي

أزمتان تضعان العالم في مواجهة حرب جديدة.. وتنبيهٌ عاجل من خبراء!

بالرغم أن البعض يعوّل على نجاح هدنة غزّة، تمهيداً لعودة الهدوء إلى القطاع ومن ثم عودة الهدوء إلى الشرق الأوسط، حذّر مركز ويلسون للأبحاث والدراسات في العاصمة الأميركية من خطورة انهيار الهدنة، ووجود صراع دائم في غزة، يمكن أن يمتد إلى المنطقة ككل.

ونبّه عدد من الخبراء والمراقبين باللقاء الذي نظمه المركز البحثي الأميركي إلى أن وجود حربين، الأولى في أوروبا بين أوكرانيا وروسيا، والثانية في الشرق الأوسط بين إسرائيل وحركة حماس، أمر لا يحتمله العالم على المدى البعيد، ويشكل تهديداً تاريخياً ربما يكون الأكبر على السلام العالمي منذ الحرب العالمية الثانية.

قوالت ماريسا هورما، مديرة برنامج الشرق الأوسط بمعهد ويلسون، ومديرة اللقاء، إن الحروب في الشرق الأوسط وأوروبا خلقت حالة من عدم اليقين السياسي، وعدم الاستقرار العسكري إلى ما هو أبعد من خطوط المواجهة في الدول التي تشهد الصراعات الحالية.

وحذرت هورما قائلة إن “المؤسسات والمبادئ الدولية التي تأسست بعد الحرب العالمية الثانية تتعرض للتحدي أو الانهيار تحت وطأة الحربين”.

انقسام العالم على نحو متزايد

تقول الخبيرة الأميركية إن البؤرتين المشتعلتين في أوروبا والشرق الأوسط، خلقتا أسئلة عميقة حول مستقبل السلام العالمي، وساعدت على انقسام العالم على نحو متزايد، فضلاً عن أنها ساهمت في إعادة تعريف التحالفات الدولية، ولا سيما مع تشكيّل روسيا والصين وإيران، محوراً ملموساً على نحو متزايد في كلتا الحربين.

وأشار ديفيد سانجر، مراسل البيت الأبيض والأمن القومي وكاتب كبير في صحيفة نيويورك تايمز، إلى أن نتائج هجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول الماضي، كان لها تبعات رهيبة ليس على المنطقة فحسب، بل على العالم أجمع.

وتابع الخبير الأميركي، كان العالم يحاول إبقاء تركيز الرأي العام العالمي على ما يحدث في أوكرانيا، لكن الآن لا تستطيع أميركا وأوروبا إبقاء التركيز على أوكرانيا، في الوقت الذي يشتعل فيه صراع مستعّر في الشرق الأوسط.

الخطة الإيرانية

وفي سياق متصل حذر غريغوري أفتانديليان، عضو هيئة التدريس في جامعة بوسطن وجامعة جورج ميسون، والعضو السابق في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ومحلل لشؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأميركية، من خطة إيرانية شيطانية تهدف إلى جر المنطقة بالكامل لحرب شاملة لا تمتد إلى الداخل الإيراني، بهدف إجبار القوات الأميركية في المنطقة على الخروج للأبد من الشرق الأوسط.

وكشف الخبير الأميركي، أن التقديرات الاستخباراتية تشير بوضوح إلى وجود تنسيق ما بين حزب الله وحماس وحتى الحوثيين في اليمن، والمليشيات الشيعية في العراق وسوريا، هذا التنسيق ليس بالضرورة في صورة خطة محددة المعالم، إنما كل تلك الأطراف تحاول الاستفادة من الوضع القائم لتحقيق الهدف الأساسي، وهو إجبار القوات الأميركية على الخروج من المنطقة.

ولفت أفتانديليان، إلى أنه إذا نظرنا لترتيب الأمور، سنجد بدء حماس لعملية السابع من أكتوبر، وثم دخول حزب الله على خط المواجهة، ثم دخول المجموعات الإيرانية في العراق وسوريا واستهداف القواعد الأميركية في هذه المناطق، لإجبار الولايات المتحدة على اتخاذ رد فعل كبير، بحيث تزداد مشاعر السخط العام ضد الأميركيين في المنطقة، ومن ثم إجبارهم على الانسحاب بشكل نهائي من المنطقة.

حرب عالمية ثالثة؟

في نفس السياق أكد جوزيف إبستاين، وهو محلل وباحث متخصص في شؤون الشرق الأوسط، خلال مقال نشرته مجلة “نيوزويك” الأميركية، على أن الحرب العالمية الثالثة قد بدأت بالفعل بحرب غزة.

وتابع إبستاين، أنه في الوقت الذي ترمي فيه الولايات المتحدة بثقلها خلف إسرائيل، وتساعد فيه إيران بتسليح حركة حماس وحزب الله، يعتقد البعض أننا نقترب من حرب عالمية ثالثة، بينما الحقيقة أن الحرب بدأت بالفعل، على حد تعبيره.

هذا هو السبب في أن خبراء التغذية مهووسون بالفريكة
HERBEAUTY

وشدد الخبير الأميركي، على أنه ربما تكون واشنطن في حالة إنكار، إلا أن روسيا والصين وإيران تخوض حرباً علنية مع الولايات المتحدة، مضيفاً، هذه ليست حرباً شاملة بل حرب لا مركزية بجبهات قتال تبدو غير متصلة ببعضها، وتمتد عبر قارات العالم. إنها حرب تُخاض بطرق “هجينة”، سواء بالدبابات والطائرات وحملات التضليل الإعلامي والتدخل السياسي والحرب السيبرانية.

ويتابع الكاتب قائلاً، إن طهران وبكين وموسكو تدرك أن القوة السياسية والعسكرية الأميركية هي القوة الوحيدة التي تحول بينهم وبين فرض إرادتهم على جيرانهم.

وأوضح أن كل دولة من الدول الثلاث تضطلع بدور في هذه الحرب:
– الصين شنت حملة تجسس “غير مسبوقة” على الولايات المتحدة
– روسيا أنفقت مليارات الدولارات في بث حملات دعائية موالية لها ومناوئة للغرب داخل حدودها وخارجها
– أما إيران لديها شبكة من الوكلاء المسلحين الذين “يشيعون الخراب والدمار” في الشرق الأوسط وظلوا يهاجمون القوات الأميركية علانية.

وأوضح إبستاين، أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تبدو سعيدة حتى الآن بالسماح لهم “بالإفلات من هذا المأزق”، مشيراً إلى أن المسؤولين الأميركيين سارعوا عقب هجوم حماس على إسرائيل الشهر الماضي، إلى الادعاء بأنه لا يوجد دليل على تورط إيران في الهجمات، على الرغم من أن وكلاء طهران لا يتصرفون بشكل مستقل في الأمور التي تؤثر في الإستراتيجية “الجيوسياسية” الإيرانية.

(بلينكس – blinx)