وطنية – نظّمت جامعة العلوم والتكنولوجيا الأميركية (AUST)، لمناسبة افتتاح جناح خاص يضم مؤلفات ومكتبة المؤرخ البروفسور مسعود ضاهر، احتفالاً تكريمياً في حرمها الجامعي، تقديراً لمبادرته الكريمة بإهداء جزء أساسي من مكتبته الخاصة إلى الجامعة.
حضر الاحتفال النائب سليم الصايغ، الأمين العام لوزارة الخارجية والمغتربين السفير عبد الستار عيسى، إلى جانب عدد كبير من القضاة والسفراء ورجال القانون والإعلاميين والمهتمين، بالإضافة إلى أصدقاء المكرَّم وأفراد عائلته.
افتُتح الاحتفال بكلمة لابنة المكرَّم الإعلامية نادين ضاهر، عرضت فيها السيرة العلمية والفكرية لوالدها ومسيرته الأكاديمية.
صقر
ثم ألقى رئيس جامعة AUST الدكتور رياض صقر كلمة رحّب فيها بالحضور، معرباً عن اعتزاز الجامعة بتخصيص جناح خاص لمؤلفات البروفسور مسعود ضاهر، ومثمّناً مبادرته بإهداء الجامعة جزءاً كبيراً من مكتبته الغنية.
واعتبر أن “البروفسور ضاهر يمثّل نموذجاً للمثقف التنويري الذي كرّس حياته للبحث والتدريس والتأليف وخدمة المجتمع، متنقلاً بين الجامعات والعواصم، ومقارباً تاريخ لبنان الاجتماعي والسياسي والاقتصادي بمنهجية علمية وموضوعية، بعيداً من القراءات الطائفية الضيّقة”.
وأعلن “باسم الجامعة، إطلاق منحة دراسية سنوية على مستوى الماستر تحت اسم “منحة المؤرخ مسعود ضاهر للدراسات العليا”.شبيب
بعد ذلك، ألقى المدير العام لـ”دار النهار” القاضي زياد شبيب كلمة تناول فيها المشروع الفكري لمسعود ضاهر، معتبراً أنه “لم يكتب التاريخ بوصفه سرداً للأحداث، بل أداة للفهم والنقد والمساءلة”. وأشار إلى أن “ضاهر نقل البحث التاريخي من سطح الوقائع إلى عمق البُنى الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ورفض المقاربات التي تفسّر الأزمة اللبنانية بخصوصيات ثقافية أو بإدارة ظرفية، مؤكداً أن الطائفية في تحليله ليست هوية، بل نظام حكم تاريخي”.
وتوقّف عند “مساهمة ضاهر في التاريخ الاجتماعي والاقتصادي للبنان، واهتمامه بتاريخ العمل والعمّال والهجرة والتنمية غير المتوازنة، ودوره في لجنة إعداد كتاب التاريخ المدرسي الموحّد”، مشدداً على أن “أزمة هذا الكتاب تختصر أزمة دولة تخشى ذاكرتها ومستقبل أجيالها”. واعتبر أن “أفضل تكريم لمسعود ضاهر هو تحويل مشروعه الفكري من تشخيص للأزمة إلى قاعدة معرفية للفعل والتغيير”.
زغيب
ثم كانت كلمة للشاعر هنري زغيب، تحدّث فيها عن أهمية الجناح المخصّص لمسعود ضاهر في جامعة AUST، مشبّهاً إيّاه “بأجنحة ثقافية عالمية شكّلت مراجع أكاديمية أساسية”، مؤكداً أن هذا “الجناح سيعزّز مكانة الجامعة ويوسّع آفاق الباحثين والدارسين في أعمال ضاهر”.
ضاهر
بعدها ألقت ابنة المكرَّم السفيرة ميرا ضاهر، كلمة باسم العائلة، شكرت فيها رئيس الجامعة وإدارتها وكل من ساهم في إنجاز هذا المشروع الثقافي والعلمي، مستذكرة الدور الأساسي لمؤسِّسة الجامعة الراحلة هيام صقر. وتناولت في كلمتها البعد الإنساني والثقافي لمسيرة والدها، معتبرة أن “مكتبته التي تضم أكثر من ثلاثة عشر ألف كتاب تشكّل ثروة فكرية حيّة، وأن إهداء جزء منها إلى جامعة AUST يهدف إلى وضع هذا الإرث في متناول الطلاب والباحثين”.
وأكدت أن “مسعود ضاهر لم يكن مجرّد مؤرخ، بل مدرسة فكرية وإنسانية، وأن الكتاب كان رفيق دربه الدائم، وأن الثقافة والعلم شكّلا بالنسبة إليه حصانة الإنسان وذاكرة الوطن”. واعتبرت أن “افتتاح جناح مكتبته في الجامعة يشكّل محطة مفصلية في مسيرته الفكرية، وضمانة لاستمرار هذا الإرث عبر الأجيال”.
وفي ختام الاحتفال، ألقى البروفسور مسعود ضاهر كلمة شكر فيها جامعة AUST على احتضان مبادرته وتكريمه، وعلى إعلان إنشاء منحة دراسات عليا باسمه، كما شكر جميع المتحدثين والحضور، مؤكداً أن “الكتاب والتاريخ المكتوب هما الذاكرة الحقيقية للأوطان، وأن الاستثمار في المعرفة هو الطريق الأساس لبناء مجتمع أفضل”.
واختُتم اللقاء بجولة في الجناح الجديد، وسط إشادة واسعة بالمبادرة التي تعزّز الدور الأكاديمي والثقافي لجامعة AUST وتحفظ إرث أحد أبرز المؤرخين اللبنانيين المعاصرين، حيث تم توزيع كتاب للمكرَّم على الحاضرين”.
==== و.خ