اخبار بارزة لبنان

البابا يضع لبنان في موقعه الطبيعي: السلام هو مشروع لبنان الجديد!

اعتبر الصحافي طوني بولس، في حديث لـ “هنا لبنان”، أنّ زيارة قداسة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان، كأولى محطاته خارج الفاتيكان، ليست تفصيلًا بروتوكوليًا بل رسالة عميقة الدلالات تُعبّر عن تقديره لموقع لبنان التاريخي ودوره الريادي في الشرق.

وأوضح بولس أنّ اختيار البابا أن يبدأ جولته من تركيا ثم لبنان يعكس مسارًا مزدوجًا هدفه إطلاق نداء مصالحة على مستويين:
– مصالحة روحية بين الأديان – ظهرت رمزيّتها في محطة تركيا.
– مصالحة بين التنوّع المسيحي والتعدّد الكنسي – في محاولةٍ لتصحيح تراكمات تاريخية لا تنتمي إلى جوهر المسيحية وقيمها.

وأضاف أنّ البابا أراد من لبنان أن يحمل الرسالة نفسها، عبر دعوة كل مكوّناته، مسيحية وإسلامية، إلى الاتحاد حول مستقبل وطني واحد، ورفع شعار الاندماج الإقليمي والسلام في لحظة مصيرية تُعيد المنطقة تعريف دورها بعد قرون من الصراعات.

وأشار بولس إلى أنّ الزيارة تشكّل محاولةً واضحةً لطيّ صفحة الشرق الأوسط كمنطقة حروب وفتح مرحلة جديدة عنوانها السلام والازدهار، وهذا يهمّ اللبنانيين تحديدًا، لأنّ بلدهم استُنزف طوال نصف قرن كساحة صراعات إقليمية، فيما تحوّلت الطوائف إلى أدوات سياسية فاقمت الانقسام بدل أن تكون جسورًا نحو السلام.

وأكد أنّ رسائل البابا تتضمّن دعوةً مزدوجةً: سلام داخلي لبناني بين المكوّنات كافة، وسلام إقليمي أوسع يقوم على الانفتاح وترتيب العلاقات في الملفات الأكثر حساسية، ومنها العلاقة مع إسرائيل ضمن رؤية مستقبلية قائمة على العيش المشترك، والاعتراف المتبادل، واحترام التنوّع الديني والإنساني.

وختم بولس: “الشرق الأوسط ليس محكومًا أن يبقى ساحة حروب. فالمسيحيون والمسلمون واليهود أبناء ديانات تتقاطع قيمها، ومن هذه الأرض يجب أن تنطلق مرحلة جديدة تُبنى فيها جسور السلام بدل إعادة إنتاج الصراعات، وتُفتح الطريق أمام لبنان والمنطقة نحو غدٍ أكثر استقرارًا وازدهارًا”.