الوزيرة السيّد
ثم كانت كلمة للوزيرة السيّد فقالت:”أحيانًا، في بلدٍ مثقل بالأزمات مثل لبنان، ننسى أن هناك أماكن ما زالت قادرة على صنع الأمل و”نساء الشمس” هو واحد من هذه الأماكن. هذه المبادرة التي تحمل اسمًا يُشبه رسالتها: رسالة الدفء، والنور، والقدرة على النهوض مهما اشتدّت الصعوبات”.
أضافت:”في كلّ مرة ألتقي نساء من مختلف المناطق اللبنانية، أسمع القصص نفسها: صعوبات، تحديات، لكن أيضًا إرادة لا تنكسر، المرأة في لبنان أثبتت أنها لا تحتاج إلى من يمنحها القوة، لأنها تملكها أصلًا، لكنها تحتاج إلى من يوفّر لها المساحة لتستخدمها.هذا المركز يقدّم ما تحتاجه كلّ امرأة لتبدأ من جديد: مساحة آمنة، دعم نفسي واجتماعي، تدريب مهني، ورعاية صحية، لكن قبل كلّ ذلك، يقدّم الإيمان بقدرة النساء على التغيير”.
وتابعت:”في وزارة الشؤون الاجتماعية، نحاول أن نترجم هذه القناعة إلى عمل مؤسساتي منظم.
خلال الأشهر الماضية، بدأنا إعادة تأهيل مراكز التنمية الاجتماعية في مختلف المناطق اللبنانية،
لكي تتحوّل من مراكز خدمات إدارية إلى مساحات حياة حقيقية، تقدّم الدعم الاجتماعي والنفسي، وتوفّر برامج تمكين اقتصادي محلي، وتكون صلة وصل بين المواطن والدولة”.
وقالت:”هدفنا أن يشعر الناس بأنّ الدولة ليست بعيدة عنهم، وأنّها ترافقهم في مراحل ضعفهم كما في مراحل نهوضهم. لهذا، أطلقنا رؤيتنا لتحويل الوزارة إلى وزارة للتنمية الاجتماعية، وزارة تُخطّط وتبني وتنسّق، لا تكتفي بتقديم المساعدات بل تخلق فرصًا للكرامة والإنتاج. لكنّ النجاح في هذا المسار لا يكون من دون شركاء. وهنا يأتي دور الجمعيات والمبادرات مثل جمعية سطوح بيروت التي أسّستها السيدة داليا داغر، التي حولت التضامن الإنساني من فكرة إلى واقع ملموس،
وأثبتت أن العمل الأهلي، عندما يكون نزيهًا وجادًّا، يمكن أن يُكمّل دور الدولة لا أن يحلّ مكانها. داليا، شكرًا لكِ لأنكِ اخترتِ أن تزرعي الأمل في زمنٍ يحتاجه الناس أكثر من أي وقتٍ مضى”.
وتابعت:”لا يمكنني أن أنهي كلمتي من دون أن أوجّه تحية تقدير لزميلي معالي وزير الصحة العامة الدكتور ركان نصر الدين، الذي نعمل معه على بناء شراكة حقيقية بين الصحة والشؤون الاجتماعية،
لأنّ الإنسان لا يُجزَّأ: حاجاته الصحية والاجتماعية والاقتصادية مترابطة، وأيّ سياسة ناجحة يجب أن ترى الصورة كاملة، لا جزءًا منها،”نساء الشمس” هو خطوة في هذا الاتجاه، خطوة تجمع بين الرعاية والتمكين، بين الدولة والمجتمع المدني، بين الفعل والرجاء”.
وختمت:”نحن نحتاج إلى مبادرات كهذه، لأنّها تذكّرنا بأنّ التنمية ليست مشروعًا حكوميًا فقط،
بل هي قناعة جماعية بأنّ كل إنسان يستحق فرصة جديدة، وأنّ الكرامة لا تُمنح، بل تُبنى، يومًا بعد يوم، بعملٍ صادق وإيمانٍ عميق. شكرًا لكل من ساهم في تحقيق هذا المشروع، وشكرًا لكل امرأةٍ تقف اليوم تحت شمس لبنان، وتُصرّ أن تظلّ واقفة، مهما كانت العواصف”.
بو صعب
وفي الختام تحدث بو صعب فرحب بإنشاء المركز في بلدة الشوير، معلناً تقديم حافلة للمركز لتسهيل الانتقال إليه، معربا عن ثقته بالمشاريع التي تقوم بها رئيس جمعية “سطوح بيروت”.
وأثنى بو صعب على “جهود داغر واصرارها على المساعدة الذي هو سر نجاحها”، واضعاً إمكاناته وإمكانات البلدية وأهل البلدة بتصرف المركز ليستقطب نساء من كل لبنان.
وقال:”كلنا شركاء في ما وصل لبنان إليه، ونحن اليوم نبحث عن الانقاذ، واقول إنه هناك امل، فللمرة الأولى أرى اننا نسير في الطريق الصحيح، خطوة خطوة ولكن في الاتجاه الصحيح، وأهم ما ذلك انه يجب أن نتفهم بعضنا البعض من دون الدخول في حسابات الربح والخسارة لأن ذلك يوصلنا إلى خراب أكبر”.
أضاف:”فخامة رئيس الجمهورية متفهم للوضع، يعمل بهدوء ولكن في الطريق الصحيح مع رئيسي مجلس والنواب والحكومة والوزراء، ورغم التجاذبات احيانا، إلا أنه يجب أن نصل إلى نهاية الطريق بمساعدة الجميع”.
وتخلل الحفل عرض فيديو عن المركز واختتم بقص شريط الافتتاح وجولة في اقسامه.










