عربي - دولي لبنان

بعد “إضعاف” حزب الله وحماس… “لا خيارات جيدة” أمام طهران

ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”، أنه مع وجود اثنين من أقوى حلفاء إيران، حزب الله وحماس، في صراع مصيري للبقاء، فقدت طهران ركيزة أساسية من استراتيجية الردع التي تتبعها، مما أعطى إسرائيل فرصة لضرب من تراه أخطر أعدائها.

والثلاثاء، أطلقت إيران واحدة من أكبر الهجمات بالصواريخ الباليستية في تاريخ الحروب، مستهدفة مواقع في جميع أنحاء إسرائيل، في عملية قالت إنها تأتي انتقاما لمقتل قائدي المجموعتين المسلحتين، السيّد حسن نصرالله من حزب الله وإسماعيل هنية من حماس.

ووعدت إسرائيل على لسان رئيس وزرائها بـ”رد قوي” على الهجوم، حيث صرح بنيامين نتانياهو، بأن طهران ارتكبت “خطأ كبيراً وستدفع ثمنه”.

وتشير الصحيفة إلى أن من المفارقات البارزة خلال التطورات الأخيرة، أن الوكيلان حزب الله، وبدرجة أقل من حماس، كان يُفترض أن يشكلا رادعا لإسرائيل عن شن أي هجوم مباشر على إيران، غير أنهما يواجهان صراعا من أجل البقاء.

وأوضحت أن إسرائيل نجحت في إضعاف هاتين المنظمتين المسلحتين، اللتين تصنفهما الولايات المتحدة كـ”جماعتين إرهابيتين”، مما فتح الباب أمام احتمال توجيه ضربة أشد وأوسع نطاقا.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت: “حزب الله وحماس مشلولان مؤقتا وإيران مكشوفة”، مضيفًا، “الآن هم عراة، ليس لديهم القدرة على حماية أنفسهم. إسرائيل لديها أعظم فرصة في 50 عاما لتغيير وجه الشرق الأوسط”.

وتم القضاء على حماس كقوة قتالية من خلال حملة إسرائيلية استمرت ما يقرب من عام في غزة، جاءت ردا على هجوم من الجماعة المسلحة في 7 تشرين الأول على جنوب إسرائيل.

وحزب الله، الذي يقصف شمال إسرائيل، منذ الثامن من تشرين الأول، في حالة من الفوضى بعد سلسلة من الضربات الإسرائيلية التي قطعت رأس قيادته ودمرت جزءا كبيرا من مخزونه من الأسلحة.

وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، قائلاً: “إيران لم تتعلم درسا بسيطا، أولئك الذين يهاجمون دولة إسرائيل يدفعون ثمنا باهظا”.

وأطلقت إيران حوالي 200 صاروخ على إسرائيل يوم الثلاثاء، بعد أن قتلت إسرائيل معظم القيادة العليا لحزب الله، خلال الأسبوعين الماضيين، وبدأت القوات البرية الإسرائيلية، التقدم عبر الحدود لتفكيك تحصينات حزب الله في جنوب لبنان.

وبحسب “وول ستريت جورنال”، فقد قدّم اغتيال نصرالله في 27 أيلول، وهو شخصية بارزة أشرفت على حزب الله لأكثر من ثلاثة عقود، خيارين لإيران.

أحدهما كان عدم التدخل بينما يتم تفكيك “جوهرة محور المقاومة”، وهو مسار كان سيعني خسارة كبيرة لطهران مع وكلائها الآخرين من اليمن إلى سوريا إلى العراق.

وكان القرار الذي اتخذته في النهاية إطلاق ضربة الصواريخ، الثلاثاء على تل أبيب والقواعد الجوية الإسرائيلية، ما يعني أن إيران تواجه الآن احتمال التعرض لضربات مدمرة لبنيتها التحتية العسكرية أو المدنية، مما يفتح حلقة تصعيد ضد عدو أكثر قوة.

وقال اللواء المتقاعد، يعقوب عميدرور، الذي عمل مستشاراً للأمن القومي لنتانياهو: “واجه الإيرانيون خيارين سيئين، واختاروا أحدهما”.

وأضاف، “إذا أظهرت إسرائيل أنها يمكنها اختراق النظام الإيراني وتدمير أهداف مهمة في إيران، فسيكون لدى الإيرانيين مشكلة أكبر وانتكاسة أخرى لأحلامهم”.

بدورها، قالت دينا إسفنديار، المستشارة الأولى لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية: “الأمر لا يبدو جيداً من وجهة نظر طهران، إنها عالقة حقاً بين المطرقة والسندان”.

وأضافت، “هم فقط لا يريدون السير في نومهم إلى حرب يعرفون أنهم لن يتمكنوا من الفوز بها”.

وأثارت الضربات الأخيرة الموجهة لإيران وحلفائها حالة من النشوة لدى بعض المسؤولين وصناع القرار الإسرائيليين، وقد ولّد هذا إغراء متزايدًا، ليس فقط لإعادة تشكيل المشهد السياسي اللبناني الذي طالما هيمن عليه حزب الله، بل أيضا لاستكشاف إمكانية إحداث تغيير جذري في النظام الإيراني نفسه.

وقال نتانياهو في خطابه هذا الأسبوع “للشعب الإيراني”: “عندما تتحرر إيران أخيرا وتلك اللحظة ستأتي قريبا جدا أكثر مما يعتقد الناس، سيكون كل شيء مختلفا”.

في المقابل، يحذر نديم حوري، المدير التنفيذي لمركر أبحاث مبادرة الإصلاح العربي، من مخاطر مثل “هذا التجاوز”، والذي قال إنه “يذكره بالتورط الإسرائيلي الكارثي في لبنان عام 1982، الذي أدى إلى إنشاء حزب الله، والغزو الأميركي للعراق عام 2003ّ”.

ويؤكد حوري أن الخطر الماثل الآن هو الانجرار وراء “وهم هذه لحظة تاريخية، فلنعد تشكيل الشرق الأوسط'”.

ويضيف محذراً، “لقد أثبت التاريخ أن مثل هذه المساعي غالباً ما تكون حمقاء ومأساوية، وتزداد تعقيداً وفداحة مع كل محاولة جديدة”.

المصدر: الحرة

Exit mobile version