لبنان

تحت شروط وظروف محدودة… رد “حزب الله” الانتقامي سيكون بحجم الاستهداف المزدوج

فيما لا تزال إسرائيل مستنفرة بانتظار ضربة إيرانية أو هجوم من حزب الله، انتقاماً لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران والقيادي الكبير في الحزب فؤاد شكر أواخر تموز، تحدثت بعض المصادر الإسرائيلية عن توقع تنفيذ حزب الله هجومه خلال الـ 24 ساعة المقبلة.

فيما يترقّب لبنان الرسمي والشعبي بحذر شديد موعد وشكل ردّ الحزب على إسرائيل.

ويتخوّف اللبنانيون من أن تأتي ضربة حزب الله بالتنسيق مع ردّ ايراني على مقتل هنية مع تحرّك مماثل لأذرع إيران في دول مجاورة، وهو ما قد يجرّ لبنان إلى حرب أوسع مما هي اليوم، وبالتالي دفع الثمن الأكبر في المواجهة.

وفي حين تنشط المساعي الدبلوماسية في بيروت وعواصم القرار لتجنيب المنطقة كأس الحرب الشاملة، وبالتالي ضبط الردّ الإيراني وردّ حزب الله ضمن قواعد اشتباك تمنع توسّع الحرب، يعمل الحزب على أن يكون الردّ على تل أبيب بحجم استهدافها أولاً لمعقله الضاحية الجنوبية وثانياً لقتل أحد أكبر قادته الذي يُعتبر من الرعيل الأوّل في الحزب وأحد مؤسسيه.

فقد أكدت مصادر مقرّبة من حزب لله لـ”العربية” “أن الردّ على مقتل القيادي فؤاد شكر محسوم غير أن التوقيت مرتبط بحسابات وظروف الميدان، وما إذا كان سيأتي منفرداً أو بالتنسيق مع الحلفاء في المنطقة”.

كما أشارت إلى “أن ردّ حزب الله سيكون بحجم الاستهداف المزدوج للقيادي شكر والضاحية الجنوبية، كما أنه لن يكون مرتبطاً بقواعد الاشتباك في جبهة المساندة لغزة”.

ما يعني أن حزب الله الذي يلتزم بقواعد الاشتباك التقليدية في الحرب الدائرة على طول الخط الأزرق مع إسرائيل منذ أكثر من 10 اشهر، لن يكون “ملزماً” بتطبيقها على عملية الردّ على استهداف الضاحية ومقتل أحد أبرز قادته، بحسب ما أكد محللون ومراقبون.

إلى ذلك، أوضحت المصادر “أن هيكلية الحزب لا تسمح بفراغ أي موقع، وبالتالي فإن تعيين بديل عن شكر حصل بشكل منظّم وفقاً للهيكيلية الداخلية”.

وشددت على “ألا تراجع عن حرب المساندة لغزة والاقتصاص من جريمة قتل شكر واستهداف الضاحية اتٍ، وطبيعة الردّ على مقتله لن تُشبه الردّ على مقتل القادة الثلاثة السابقين، الحاج أبو طالب ووسام الطويل والحاج أبو نعمه”.

كذلك، أشارت إلى “ضرورة أن تلجم الجهود الدبلوماسية القائمة إسرائيل وتُعيدها إلى الالتزام بقواعد الاشتباك، علماً أن لا رهان على نتائج هذه الجهود في ظل التسيّب الأميركي الذي يمكنه وحده لجم التوحّش الإسرائيلي”، حسب قول المصادر عينها.

وفي السياق، أكدت مصادر رسمية لـ”العربية.نت والحدث.نت” “أن الحراك الدبلوماسي قائم ومستمر لتجنيب لبنان الحرب الواسعة وتطبيق القرار 1701 لتثبيت الاستقرار في الجنوب”.

واكتفت المصادر الرسمية بالقول “الأجواء غير مُريحة وعوّل على نتائج الجهود الدبلوماسية من أجل لجم التصعيد”.

يشار إلى أنه مضى على الحرب شبه اليومية بين حزب الله وإسرائيل في الجنوب أكثر من 10 أشهر نزح خلالها عشرات آلاف اللبنانيين باتجاه مناطق أكثر أماناً، في حين تخطى حجم الخسائر المادية المليار دولار.

أما عدد قتلى حزب الله فتجاوز الـ400 منهم أربعة قادة كبار نعاهم الحزب بشكل رسمي.

المصدر: العربية