ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس الياس عودة، قداسا في كاتدرائية القديس جاورجيوس، وأقام جنازا لراحة نفوس ضحايا 4 آب الذين سقطوا في مستشفى القديس جاورجيوس في بيروت.
أشار متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس الياس عودة، اليوم الأحد، إلى أنه “نستذكر اليوم مصابا أليما أصاب قلب عاصمتنا بيروت منذ أربع سنوات، وأحرق مع البيوت والمؤسسات قلوب ساكنيها”.
واضاف، خلال عظة قداس الاحد، الذي تضمن جنازا لراحة نفوس ضحايا 4 آب الذين سقطوا في مستشفى القديس جاورجيوس في كاتدرائية القديس جاورجيوس بيروت، ” أربع سنوات والجرح ما زال نازفا لأن التحقيق لم يكتمل والحقيقة لم تظهر والجاني لم يحاسب. أين النواب من الوعود التي قطعوها قبل الإنتخاب؟ أين المسؤولون من الواجب الملقى على عاتقهم؟ ألا تهز ضمائرهم جريمة أودت بحياة أبرياء بينهم أطفال في عمر الورود، وتدفعهم إلى كشف سرها ومعاقبة فاعليها؟ ألا يهتمون بأرواح المواطنين وآلام ذويهم؟ أين القضاة والمحامون والزعماء والشعب كله؟ ألا يدمي مشهد أهالي الضحايا قلوبهم. ولو كان أبناؤهم بين الضحايا هل كانوا يسكتون عن الجريمة ويتغاضون عن الحقيقة؟”.
وسأل عودة: “ألا ترون وجوه أمهاتكم في وجوه الأمهات المعذبات؟ معيب السكوت عن جريمة بحجم عاصمة، ومعيب تقاذف المسؤولية عوض مساعدة القضاء على جلاء الحقيقة. ما نفع دولة لا قانون فيها ولا عدالة؟ وما دور المسؤولين إن لم يطبقوا القوانين ويعدلوا؟ متى ينتفض الجسم القضائي على السياسة والسياسيين ويمنع كل يد تمتد لتعطيل عمله وتشويه صورته ودوره؟ ومتى ينتفض على نفسه لينقي نفسه من بعض المرتهنين وفاقدي الضمير؟”.
وتابع، “4 آب يوم أسود في تاريخ بيروت وفي الذاكرة. وهو جرح مفتوح لن يندمل ما لم تظهر الحقيقة. والحقيقة لا تضيع مهما طال الزمن. أملنا أن يستفيق الضمير ويبزغ نور العدالة ويحاسب كل مجرم كي لا تتكرر الجريمة. هنا أسأل كل مقصر أو مشترك أو مسبب للكارثة، أو عالم بخفاياها: لو كان أبناؤك بين الضحايا ماذا كنت فعلت؟ لذلك حاسب نفسك لتريح ضميرك أولا ثم اذهب إلى التحقيق وقل ما تعرف علك تساهم في كشف الحقيقة”.
واستكمل عودة، “بيروت، أم الشرائع، هل أصبحت عاجزة عن إنصاف أبنائها؟ وهل استقالت الدولة من واجب حماية أبنائها؟ في الدول الراقية يستقيل المسؤول أو يقال إذا حصل خلل في إدارته فكيف إذا حصل إنفجار أودى بحياة المئات وخلف دمارا ومصابين ما زالوا يصارعون الموت؟ عندنا لم يتزحزح أحد من المسؤولين من مركزه وما زالوا سيفا مسلطا على رؤوس المواطنين. متى يصبح لبنان دولة مقاومة من أجل الحق والعدل والخير؟”.
وقال: “نصلي اليوم من أجل راحة جميع النفوس التي انتقلت في 4 آب 2020، أو بعد هذا التاريخ تأثرا بجراح ذاك اليوم المشؤوم. كما نصلي من أجل كل من لا يزال يعاني جسديا ونفسيا وماديا. نصلي من أجل الوصول إلى العدالة المنشودة في هذا الملف، وغيره من الملفات، كما نسال الرب أن يحمي وطننا من كل شر وتجربة وحرب وعدوان، ومن أي حادثة قد تخلف ما خلفه تفجير 4 آب من رعب وألم وخسارة ومرارة”.
وختم: “وفي عيد الجيش نرفع الدعاء من أجل أن يحمي الرب الإله جيشنا ويمنحه القوة ليبقى الحصن المتين لوطننا، والحامي الأمين لنا من كل خطر وشدة، والمدافع الوحيد عن بلدنا، آملين أن يبعد عنه قادة البلد خلافاتهم وانقساماتهم ويحافظوا على دوره وكرامته”.