ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، أشار فيها إلى أنه “من المهم أن نلتفت إلى أن حفظ هذا الدين بقي مرتبطا بالشهادة والشهداء، ورواية “ما منا إلا قتيل بسيف أو قتيل بسم” تريد أن تقول: للحفاظ على الدين والقيم وموازين العدل وثقافة الوجود لا بد من تضحية وجهاد وبذل واستشهاد، وهو ما تقوم به حركات المقاومة المحقة في الله، والتي تعاقبت على خدمة الدين والذود دون ثقل ميادينه، وشرف فضائله وتعاليمه، وهنا أقول: الشهداء قيمة مركزية في عالم التضحية والفكر، ولولا عطاءات الشهداء لاندثر الحق واندرس الدين، وهذا لا يمكن أبدا لأن الله تعالى أخذ على نفسه حفظ الدين إلى يوم القيامة، ولذا وظف دماء الشهداء وجهاد المجاهدين ونسك العلماء والمبلغين كأساس تقوم على خدمة الدين وحماية هذا الثقل النبوي. وهو قوله سبحانه وتعالى {هو الذي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}، وهو أول ما قام به النبي والآل(ع) من تضحيات، ومن بعدها التضحيات التي بذلها العلماء والشهداء، وهذا بطن من بطون قوله تعالى {وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ}.
فسلام الله على الشهداء الأكابر، وكل الشرف فيهم ومنهم وإليهم، وهم في عالم الوسيلة والحجج وسيلة الله المخصوصة بأرضه والحجة المنصوبة على عباده، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين”.
وتطرق المفتي قبلان إلى الوضع الداخلي، وقال: “لا شيء يعلو فوق صوت الحرب، التي تثأر من الإرهاب الصهيوني والمشاريع الأميركية التي تعتاش على الفوضى والخراب والدماء، والقتال في هذا المجال أكبر معاني الوطنية، وجوقة الشماتين هم العار على الوطن، وواشنطن لا ضمير لها، ولا إنسانية لها، إلا مصالحها الاستنزافية وبرامجها التخريبية، بل يجب العمل على الخروج من تحت النفوذ الأميركي، وحذار من التضليل الديبلوماسي الأميركي الذي يمارس أعتى أنواع النفاق، والذي انتهى بشهادة القائد السيد فؤاد شكر، وما قامت به تل أبيب إنما هو أمر عمليات أميركي والتنفيذ إسرائيلي، إسرائيل كيان إرهابي ولقيط أميركي، ونتنياهو أصبح إسمه في التاريخ “جزار تل أبيب”.
أضاف: “واليوم المنطقة تعيش لحظة الشهادة، شهادة القائد الكبير السيد فؤاد شكر، والرئيس اسماعيل هنية، والرد بحجم الردع، واللعب بقواعد الاشتباك مكلف، والجبهات بطريقها نحو حرب بلا قواعد فيها، واغتيال القادة لا يغير شيئا بالمعادلات، بل يزيد المقاومة زخما وحضورا وانتصارات، وإسرائيل لن تربح حربها، والتجارة بالانتصارات الزائفة لا تفيدها”.
وتوجه المفتي قبلان لـ”القوى السياسية في لبنان”: “اللحظة لحظة تاريخ ولا قداسة فوق الخيارات الوطنية، وحذار من الخطأ الوطني، وأخطر ما يخشى على لبنان منه الإعلام الصهيوني الداخلي، أما الشماتة بالشهداء الكبار فلا تزيدهم إلا عزا وكبرياء. والمقاومة ستبقى بعز قوتها وشموخها وانتصاراتها إن شاء الله تعالى”.