غابت زراعة التبغ عن المنطقة الحدودية الجنوب نظرا للعدوان الإسرائيلي الذي دمر المنازل وهجر أهلها الذين لم يعيروا الزراعة هذه السنة أي اهتمام من حراثة الأرض وزراعة المشاتل، على عكس أهالي الجنوب في شمال الليطاني الذين زرعوا الموسم رغم المخاطر والصعوبات وتركوا الأرض خارج بلداتهم بورا لعدم تمكنهم من الوصول اليها بسبب القصف والغارات الجوية الإسرائيلية. ويقول احد كبار مزارعي يحمر حسين قاسم” كنا نزرع سنويا 60 دونما لم نتمكن هذه السنة من زراعة 6 دونمات قرب المنزل وسط البلدة فهناك العدوان الإسرائيلي والأسعار المرافقة للزراعة التي ارتفعت بنسبة 299 بالمئة من حراثة ارض الموسم 3 مرات ومن اجرة اليد العاملة الذين يعملون في الزراعة. فيومية العامل 20 دولارا والعاملة 10 دولارات ، و”قفص” شتول التبغ ب 8 دولارات وصهريج المياه بمليون ليرة، فاذا جمعنا هذه المبالغ لا يبقى لنا شيء ، خصوصا إدارة الريجي تدفع 5 دولارات ثمن كيلو التبغ الواحد لا تسمن ولا تغني عن جوع. لذلك قررنا زراعة ارضنا بالقمح الطري والقاسي حيث وعدتنا وزارة الزراعة بأن ترفع أسعار كيلو القمح والقمح لا يحتاج في زراعته سوى ليوم واحد اما التبغ فالعمل فيه شاق ومر ويحتاج الى سنة ، من بداية الزرع الى القطاف الى التجفيف الى وضعه في طرود ليصبح جاهزا للتسليم.
الأثاث غير المباع
وقال” حرام على الريجي ان تدفع سعر كيلو التبغ 5 دولارات وكلفة زراعته تصل الى 15 دولارا .
من جهته، يقول نائب رئيس الاتحاد العمالي العام ورئيس نقابات التبغ في لبنان حسن فقيه : نتيجة العدوان الإسرائيلي فان نحو 8 الاف مزارع تبغ في المنطقة الحدودية توقفوا عن الزراعة بسبب نزوحهم عن بلداتهم التي تشتهر بزراعة التبغ وتقدم للريجي التبغ النموذجي والمؤصل كبلدات عيتا الشعب وعيترون وكفركلا والعديسة وميس الجبل وحولا ورميش وعلما الشعب ويارين والضهيرة وام التوت ويارون ومارون الراس والخيام.
وقال: ان الجنوب ينتج سنويا 5ملايين كلغ من التبغ وعدد العاملين17الف عائلة ومساحة الارض المزروعة هي 55الف دونم، وحتما بغياب الزراعة في المنطقة الحدودية ستتراجع كمية الانتاج. من هنا ندعو الحكومة ورئيسها الأستاذ نجيب ميقاتي الذي كان صادقا عندما اعلن ان منطقة الجنوب منطقة منكوبة الى التعويض على مزارعي التبغ الذين حرموا من مصدر رزقهم الوحيد ومدخولهم السنوي لانهم امام استحقاقات تعليم أولادهم والمعيشة الغالية في هذا البلد.