كتبت كريستال النوّار في موقع mtv:
شهد لبنان في العام 2023 ارتفاعاً مُقلقاً في معدلات الانتحار، حيث وصل إجمالي الوفيات إلى 168 حالة، وفقاً لأحدث الأرقام التي جمعتها قوى الأمن الداخلي.
تعكس هذه الوفيات زيادة بنسبة 21.7 في المئة عن العام 2022 وارتفاعاً كبيراً بنسبة 46 في المئة عن العام 2021. وتقترب هذه الأرقام من أرقام العام 2019، الذي شهد العدد الأكبر من حالات الانتحار خلال العقد الماضي.
وتؤكّد الأرقام الحاجة المُلحّة للالتفات إلى الصحّة النفسيّة وتعزيز التوعية للوقاية من الانتحار والمُساهمة في تخفيف نسبته وانتشاره بين الناس خصوصاً الفئة العمريّة الشابة.
وتُفيد أرقام قوى الأمن الداخلي أيضاً، أنّ 51.7 في المئة من الأفراد الذين توفّوا انتحاراً في لبنان خلال العام 2023، تتراوح أعمارهم بين 23 و42 عاماً.
المسؤوليّة مجتمعيّة وفرديّة، لناحية نشر الوعي وضمان ألا يشعر المقرّبون والأصدقاء قدر الإمكان بالوحدة، وأن يعرفوا أنّ الدّعم موجود دائماً. بالإضافة إلى أهمية مُشاركة رقم خطّ الحياة 1564 ليصل إلى أكبر عدد ممكن من النّاس، وهو الخطّ الوطني السّاخن للدّعم النفسي والوقاية من الانتحار بالتّعاون مع البرنامج الوطني للصحّة النفسيّة.
ولأنّ الحديث عن الانتحار لا يزال غالباً من المُحرّمات، يتمّ إخفاء الموضوع من أفراد العائلة أو البيئة المُحيطة بالشّخص الذي يمرّ بفترة صعبة. ويدلّ هذا الأمر على أنّ الأرقام قد تكون غير دقيقة ومرشّحة للارتفاع أكثر، ممّا يزيد القلق خصوصاً أنّ 168 حالة انتحار خلال 2023 هو معدّل وفاة واحدة كلّ يومين!
كيف يرى الشّباب الحياة اليوم؟ يقول رامي في حديثٍ لموقعنا، إنّه يتخرّج من المدرسة هذه السّنة ولا يرى أيّ ضوء في النّفق الذي يسير به، موضحاً بالعبارة الآتية: “لا أرى أيّ مُستقبل أساساً”.
أمّا ليا، التي هي طالبة جامعيّة، فتفسّر حالتها بـ”المأساويّة”، خشية من البطالة في هذا البلد المُنهار أصلاً، ولا يُمكنها الهجرة إلى الخارج، كما أنّ العائلة عاجزة عن إيجاد أيّ حلّ يُنقذ أفرادها لأنّ جميعهم يتقاضون رواتبهم بالعملة اللبنانيّة.
هذه حال معظم شبابنا… وإذا استمرّ الوضع على ما هو عليه، نخشى أن تُصبح الحياة عبارةً عن “مقبرة جماعيّة حيّة”.