كتب داود رمال في “الأنباء” الكويتية:
مثلت زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إلى لبنان جزءا من الجهود الدولية الحثيثة لمنع انفلات الوضع الأمني، وتحديدا تفادي نشوب حرب بين إسرائيل ولبنان.
وجاءت الزيارة في سياق مبادرة مدعومة دوليا، يقودها رئيس المجلس النيابي نبيه بري بالشراكة مع المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين، وتهدف إلى تقديم حل أخير وفرصة لتفادي تصعيد عسكري واسع النطاق.
وقال مصدر وزاري معني لـ «الأنباء»: «إن العناصر الرئيسية للمبادرة تقوم على الدعم الدولي بعدما حظيت المبادرة بدعم الولايات المتحدة وفرنسا و8 دول عربية وأجنبية، ما يعكس أهمية الدور الدولي في إدارة الأزمات الإقليمية في لبنان، وهذا الدعم يعكس الاهتمام الدولي باستقرار لبنان نظرا إلى خطورة أي انفجار أمني على المنطقة بأكملها».
وأضاف المصدر «المبادرة تقوم أيضا على التزام الحكومة اللبنانية بعد إشارة رئيسها نجيب ميقاتي إلى أن الجيش اللبناني سيتولى مهامه في الجنوب فور تحقيق وقف لإطلاق النار. وهذا التعهد مهم لأنه يعكس الاستعداد اللبناني لتنفيذ القرار الدولي 1701 الصادر عام 2006، والذي يهدف إلى إنشاء منطقة خالية من الأسلحة الثقيلة، بما فيها أسلحة حزب الله جنوب نهر الليطاني».
وتابع المصدر «تستند المبادرة كذلك إلى قرار مجلس الأمن 1701 الذي يمثل ركيزة أساسية في الرؤية اللبنانية للحل، إذ ينص على تعزيز وجود الجيش اللبناني في الجنوب، بالتنسيق مع قوات «اليونيفيل»، لضمان عدم وجود أنشطة عسكرية لحزب الله في تلك المنطقة. ويعد التنفيذ الكامل لهذا القرار مطلبا دوليا لضمان الأمن والاستقرار».
وأوضح المصدر أن «التحديات التي تواجه تنفيذ هذه المبادرة، تتمثل أولا في التعنت الإسرائيلي الرافض لأي حل ومُصر على المضي في الحرب بلا سقوف أو ضوابط. كما يتطلب تنفيذها إرادة سياسية قوية من جميع الأطراف اللبنانية، خصوصا ما يتعلق بنزع سلاح حزب الله جنوب الليطاني، وهذا ما قد يواجه معارضة داخلية كبيرة، كما أن أي تأخير في وقف إطلاق النار سيزيد من تعقيد الوضع».
وثمّن المصدر «الدور الفرنسي كون فرنسا كانت دائما شريكا رئيسيا في دعم استقرار لبنان، وزيارة وزير خارجيتها تؤكد استمرار هذا الدور، كما أن باريس تسعى من خلال هذه الزيارة إلى لعب دور الوسيط بين الأطراف المعنية وإيجاد حلول قابلة للتنفيذ».
واعتبر المصدر ان «زيارة وزير الخارجية الفرنسي إلى لبنان تأتي في توقيت حساس، وتؤكد أن هناك نافذة صغيرة لحل سلمي لتجنب الحرب. ودعم فرنسا والمجتمع الدولي لهذه المبادرة يعكس الحاجة الملحة لإنهاء التصعيد العسكري وضمان استقرار لبنان».