جاء في جريدة “الأنباء” الالكترونية:
ليلة دامية شهدتها منطقة بعلبك، بعدما استهدفها عدوان إسرائيلي جديد من خلال 4 غارات متتالية أدت إلى سقوط عدد من الضحايا. ويأتي هذا الاعتداء ليؤكد مرة جديدة النوايا الإسرائيلية الخبيثة بتوسيع دائرة الحرب، ما يستدعي استنفاراً وطنياً أوسع تحسباً لأي تطور ميداني غير محسوب.
هذا وكان قد حلّ شهر رمضان بيومه الأول على الشعب الفلسطيني، وتحديداً أهالي قطاع غزة، وغالبيتهم باتوا في الشتات نازحين لا يعرفون أي مصير بانتظارهم. في حين تراجع الحديث عن الهدنة التي كانت متوقعة قبل حلول الشهر الفضيل، إلا ان كل المساعي والمفاوضات لم تثمر حتى الساعة.
وفي هذا السياق، استبعد عضو كتلة الاعتدال الوطني النائب أحمد رستم في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية إمكانية التوصل الى هدنة خلال شهر رمضان مع ازدياد حدة المواجهات في الجنوب بين اسرائيل وحزب الله، وبوجود رئيس وزراء مجنون ومتعطش للدماء اسمه بنيامين نتنياهو، متوقعاً أن يستمر الوضع على حاله من التوتر طيلة شهر رمضان لأن بوادر الانفراج ضيئلة جداً وخاصة بعد فشل الهدنة في غزة وتعثر مفاوضات وقف اطلاق النار، معتبراً أن ما تشهده المنطقة من توتر غير مسبوق من مضيق باب المندب الى غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان يشي بأن الحرب الشاملة أصبحت قاب قوسين وأدنى.
في هذه الأثناء، لا جديد على مستوى الملف السياسي، ومن ضمنه المبادرة الرئاسية التي سبق وأطلقها تكتل “الاعتدال”. وهنا يتطرق رستم الى لقاء وفد الاعتدال مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ووصفه بالجيد جداً في ظل الحديث عن نسف المبادرة التي تقوم بها الكتلة. وقال: “طالما لبنان بحالة حرب يجب أن يكون لدينا رئيس جمهورية ليرعى كل الأمور في هذه الظروف الحرجة التي يمر بها لبنان”، مشيراً الى أن العناوين الرئيسية التي تم التفاهم مع بري حولها تتلخص بمشاركة نائبين في اللقاء التشاوري عن الكتل الكبيرة ونائب واحد عن الكتل الصغيرة على أن يترأس اللقاء النائب الأكبر سناً وأن تتولى أمانة السر في المجلس توجيه الدعوات لعقد هذا الاجتماع.
وأشار رستم إلى أن بري وعدهم بعقد جلسة بدورات متتالية لانتخاب الرئيس شرط ألا تزيد عن 4 دورات، عندها سيضطر لرفع الجلسة لأن تكرار العملية الانتخابية يصبح في هذه الحالة دون جدوى، كاشفاً ان اللجنة الخماسية باركت جهود الاعتدال وتوسمت فيها خيراً كونه لا يتعارض مع جهودهم وأنهم بصدد القيام بجولة ثانية بعيداً عن الاعلام قد تبدأ بغضون شهر رمضان ولا موعد محدد للبدء في هذه الجولة.
على صعيد آخر، ومع حلول شهر رمضان المبارك قفزت أسعار الخضار واللحوم والحلويات والسلع الاستهلاكية 20 في المئة، وكانت قد ارتفعت منذ بداية السنة الحالية 20 في المئة بحجة التوتر في البحر الاحمر، وبالتالي فإن المواطن اللبناني أمام زيادة في أسعار السلع الاستهلاكية تزيد عن 40 في المئة دون أن يطرأ أي تحسن على دخل الفرد الذي لم يتعد المئة دولار في الشهر لغالبية اللبنانيين.
وفي السياق، كشف الخبير الاقتصادي الدكتور أنيس ابو ذياب في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية أن الاسعار نار، فمنذ بداية العام الحالي ارتفعت الأسعار بنسبة 20 في المئة وكلها حجج واهية وربط ذلك بما يحصل في مضيق باب المندب والبحر الاحمر، علماً ان مجمل الواردات تصل الى لبنان من تركيا لكن من الواضح ان التجار يتحكمون بالسوق، متوقعاً زيادة في الأسعار قد تصل الى 30 في المئة منذ منتصف رمضان وما فوق.
ولفت أبو ذياب الى أن الزيادة على أسعار اللحوم من 900 الف ليرة للكيلو الواحد الى مليون ومئتي الف ليرة واحياناً مليون ونصف المليون وهذا ينعكس سلباً على الطبقات الفقيرة، مضيفا “فمن الواضح أن غياب الدولة جعل التجار يتحكمون بالأسعار”.
وقال “86 في المئة من المواطنين بحسب تقرير منظمة العمل لا يستطيعون تأمين كافة احتياجاتهم المعيشية وحجم الفقر من سيء الى أسوأ. ومن الواضح ان الدورة الاقتصادية في الجنوب معطلة بالكامل بوجود مئة الف نازح بسبب الحرب التي تشنها اسرائيل على لبنان منذ الثامن من تشرين أول الماضي ودورة انتاج العمل الزراعي معطلة نهائياً”.
هذا وتحدث أبو ذياب عن صفر حجوزات لقضاء إجازة عيدي الفصح والفطر في لبنان خوفاً من اندلاع الحرب بشكل أوسع، واصفاً الوضع بالمأساوي.
فبين وحش الغلاء الذي ينهش جيوب اللبنانيين والتوتر الأمني الذي ينذر بمزيد من الدمار والخراب وعدم المصداقية بالوعود الآيلة لانتخاب رئيس للجمهورية، يجد اللبنانيون أنفسهم يدورون في حلقة مفرغة والمصير بات أكثر ضبابية.