على رغم ضجبج القصف الاسرائيلي على جنوب لبنان حيث تعرضت بلدات حدودية عدة للقصف العنيف، بقيت المخلفات السياسية لزيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان محل متابعة خاصة وأن الأخير أعلن أنه يتحدث باسم “اللجنة الخماسية” المعنية بلبنان.
وأمس، التقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وبحث معه الوضع في غزة وجنوب لبنان، كما تطرق البحث الى نتائج زيارة لودريان والمحادثات التي أجراها مع المسؤولين والقيادات.
وفيما يعود لودريان إلى لبنان في كانون الثاني للبحث في الملف الرئاسي، فهذا يؤشر الى أن لا تعيين لقائد جيش جديد، وأن مسار التمديد سيبقى محل نقاش بين القوى السياسية، علما أن أوساطاً متابعة تشدد على أن الاهتمام الفرنسي بالتمديد للقائد الحالي العماد جوزيف عون مرده جملة اعتبارات أبرزها ثقة باريس العميقة بالعماد عون واقتناعها أسوة بـ”المجموعة الخماسية” أنه الوحيد القادر على ضبط الحدود ومنع الهجرة غير الشرعية وتدفق النازحين إلى الدول الأوروبية، مع إشارة المصادر إلى أن هناك تكليفا أميركيا على وجه التحديد للودريان من أجل دفع اللبنانيين إلى التمديد للعماد عون وأن قطر تعمل على الخط نفسه مع المسؤولين في لبنان.
وترددت معلومات أن لودريان طرح على القيادات السياسية فكرة التمديد للعماد عون لفترة تتراوح بين 3 و 6 أشهر.
الأكيد وفق المعنيين أن الأمور لا تزال غير واضحة، خاصة وأن حزب الله لم يقل كلمته بعد في شأن التمديد، وإن كان، وفق مصادر مطلعة، سوف يحضر أي جلسة تشريعية سوف يدعو إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري، مع الإشارة في هذا السياق إلى أن “تكتل لبنان القوي” لا يمانع حضور أي جلسة عامة تحت عنوان تشريع الضرورة، وبالتالي فإنه لو حضر الجلسة المقبلة فإنه قد يؤمن نصاب الجلسة من دون أن يصوت لاقتراح التمديد، وهذا الامر في حال حصوله، سيكون مدروسا ومنسقا مع الحلفاء.
ومع ذلك، تدعو أوساط سياسية إلى عدم استباق الأمور وانتظار الموقف الرسمي لـ”التيار” بعد اجتماع “تكتل لبنان القوي” يوم الثلاثاء المقبل، مع تشديدها على أن النائب جبران باسيل لن يتراجع عن موقفه القائم على تكليف الضابط الأعلى رتبة لقيادة الجيش.
وفي سياق متصل، أفادت مصادر سياسية أن الموفد القطري جاسم بن فهد الذي زار بيروت قبل أيام سيعود في الايام المقبلة لاستكمال مهمة لودريان المتصلة بالتمديد للعماد عون. وترددت معلومات أن هناك شبه توافق وتفاهم قطري على أهمية انتخاب رئيس جديد للجمهورية أيضاً.
وتقول المصادر إن قطر تحاول طمأنة المعنيين بـ”الخيار الثالث” لا سيما رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي يظن أن التمديد للعماد عون هدفه الأول والأخير إيصاله إلى قصر بعبدا.
وتعتبر المصادر أن فرنسا أبدت استعداداً أمام القيادات السياسية للبحث في الخيار الثالث للرئاسة الذي من شأنه وفق قراءة لودريان أن يسرع من عملية انتخاب رئيس يفترض ان يرأس طاولة حوار بين القيادات السياسية من أجل الوصول إلى حل للأزمات التي يعاني منها لبنان.